شرح كتاب الآجرومية
أنواع الفعل
...............................................................................
الماضي: فعل وقع وانقطع، فعل قد مضى، لا سبيل إلى تداركه، قد حصل فإذا قلنا مثلا : قد جلس: الجلوس قد حصل، أو قام: القيام قد حصل، أو ذهب: الذهاب قد حصل، قد وقع. هكذا هو مفتوح الآخر أبدا، وليس فتحه إعرابا، ولكنه مبني على الفتح. هذا الأصل. وسواء كان ثلاثيا، نحو: دخل، أو رباعيا نحو: دحرج- أربعة حروف- أو خماسيا: نحو انطلق- خمسة حروف- أو سداسيا نحو: استخرج- ستة حروف.
هذا هو الفعل الماضي، أنه مفتوح الآخر أبدا، وأقله ثلاثة أحرف، والحرف الأول يسمى: فاء الفعل والأوسط يسمى عين الفعل، والأخير يسمى لام الفعل. هكذا ذكروا؛ لأنه يبنى على وزن فَعَلَ، فكل ما كان من الأفعال ماضيا فإنه يقال عينه كذا، وفاؤه كذا، ولامه كذا. ذكروا أنه تارة يكون معتل الآخر، نحو: صلى، وزكى، وتارة يكون مضعفا، نحو: ردَّ، وجبَّ، وحنَّ، حن يَحِنُّ، ما تُكْتَبُ إلا حرفين، ولكن الحرف الأخير مُضَعَّفٌ، فهو بمنزلة حرفين. الأصل فيه أنه: ثلاثة أحرف، والحروف الزائدة تسمى زوائد، ما زاد على الثلاثة فإنه يعتبر من الزوائد. الفعل الرباعي يقال: وزنه فَعْلَلَ، فتُكَرَّرُ اللام، دحرج: على وزن فَعْلَلَ، وانطلق: على وزن انفعل، استخرج: على وزن استفعل.
فالحروف الزوائد يؤتى بها مع الفاء والعين واللام، تسمى حروفا زوائد. عندنا في استخرج: الألف زائدة، والسين، والتاء؛ لأن أصل الفعل من الخروج: خرج، فلما زِيدَ فيه قيل: استخرج، فلما ذكرنا وزنه قلنا: استفعل، فهو في الأصل ثلاثي، الفاء والعين واللام، بهم توزن الأفعال. ويتكلمون على وزنها، وزن فعل يفعَل. ويسمى: البناء والصرف. وله موضع آخر، يعني يتكلم عليه على وزن الأفعال وتصريفها.
والحاصل أن الفعل الماضي هو الفعل الذي قد انتهى وقد وقع، وعلامته أن تدخل عليه قد، وتسمى حرف التحقيق، إذا قلت: قد حصل، قد دخل، قد خرج. ولكن قد أيضا تدخل على الفعل المضارع الذي تدل معه على أنه يمكن وجوده، ويمكن أن لا يوجد، أو أنه موجود ولكن أنه يدل على الاستمرار، مثل قوله: رسم> قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ قرآن> رسم> قَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رسم> قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ قرآن> رسم> فدخلت قد على المضارع؛ لتدل على أن الفعل وقع، وأنه لا يزال واقعا- يعني مستمرا. وهذا تعريف الفعل الماضي، الفعل الماضي هو الذي وقع وانقطع.
مسألة>